الملخص الكتابي:
نتطرق في هذا الدرس والدروس الثلاثة بعده إلى الهمز وأحكامه، وهي أربعة: التحقيق والتسهيل (بين بين) والإسقاط والإبدال.
والأصل في الهمز التحقيق، والدليل على ذلك أنه لا يحتاج إلى سبب أو علة، تكون سببا في تغييره والالتجاء إلى بديل عنه، ولا شك أن ما لا يحتاج إلى سبب فهو أصلٌ للذي يحتاج إليه.
حقيقة الهمز:
والهمز في حقيقته اللغوية عبارةٌ عن الدفع بسرعةٍ، تقول العرب: «هَمَزْتُ الفَرَسَ همزاً، إذا دفعتُه بسرعة»، وسمي الهمز بذلك، لأن الصوت يندفع عند النطق به بشدة، لكلفته على اللسان، والسبب في ذلك كونه حرفا قويا بَعيد المخرج، ولأجل ذلك عامله القراء معاملة خاصة، ولم يبقوه على أصله طلبا للخفة، فسهلوه تارة وأبدلوه أو أسقطوه تارة أخرى، يقول الإمام ابن بري :
والهمــز في النطق به تكلف // فسهلوه تارة وحذفــوا
وأبدلوه حرف مدٍّ محضــــا // ونقلــوه للسكون رفضــــا
وينقسم الهمز إلى قسمين:
ولا بد من الإشارة إلى أن اجتماع همزتين في كلمة واحدة له ثلاثة صور، الهمزة الأولى فيها كلها استفهامية، وأما الثانية، فإنها إما مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة
1. مفتوحتان:أَأَ نحو ﴿ءأنتم﴾ و﴿ءألد﴾. 2. مفتوحة فمضمومة وذلك في اربعة مواضع لا غير وهي ﴿ءأنبئكم﴾ بآل عمران و﴿ءأنزل﴾ بسورة ص و﴿ءأشهدوا﴾ بالزخرف و﴿ءألقي﴾ بالقمر. 3. مفتوحة فمكسورة وذلك في تسعة الفاظ وهي و﴿أءذا﴾ و﴿أءله﴾ و﴿أئنكم﴾ و﴿أئنك﴾ و﴿أئنا﴾ و﴿أئن لنا﴾ و﴿أئن ذكرتم﴾ و﴿ائمة﴾ و﴿أئفكا﴾.
كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن حديث القراء والمصنفين عن اجتماع الهمزتين «بكلمة» هو من باب التجوز فقط لكونهم اعتبروا الهمزتين في نحو «أإذا» من كلمة واحدة، وهما في الحقيقة من كلمتين، ولكن لمّا كانت الهمزة الأولى لا تستقل بنفسها بالوقف عليها، صارت هي والتي بعدها كأنهما من كلمة واحدة، وإن كانتا من جهة الأصل من كلمتين.
حكم الهمزتين في كلمة:
يمكن اجمال ما جاء في قواعد الهمز المزدوج في كلمة واحدة في رواية ورش في ما يلي:
أولا: قرأ ورش الهمزتي من كلمة واحدة بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية في الحالات الثلاث.
ثانيا: للإمام ورش وجه ثانٍ في الهمزة الثانية المفتوحة، وهو الإبدال ألفا مدية، وذلك من طريق يوسف الأزرق ﴿ءانذرتهم﴾ ﴿ءالد﴾، وأما الهمزتان، المضمومة والمجرورة، فليس فيهما لورش إلا التسهيل.
ثالثا: لورش في حالة اجتماع ثلاث همزات على تحقيق الأولى وتسهيل الثانية وإبدال الثالثة حرف مد، والواقع من ذلك في القرآن كلمتان: ﴿ءآمنتم﴾ بالأعراف:123 وبطه:71 وبالشعراء:49، و﴿ءآلهتنا﴾ بالزخرف:58، وبيان ذلك أن أصلهما قبل دخول همزة الاستفهام الأولى ﴿ءأمنتم﴾ و﴿ءألهتنا﴾ بهمزتين مفتوحة فساكنة، فالهمزة الأولى همزة استفهام، والثانية هي الزائدة، والثالثة فهي فاء الكلمة المبدلة ألفا.
رابعا: إذا اجتمعت همزة الاستفهام مع همزة الوصل فإنها على قسمين، همزة وصل مفتوحة ومكسورة، فالمفتوحة همزة لام التعريف نحو ﴿ءالله﴾ ، والمكسورة همزة الوصل في الأفعال نحو: ﴿افترى﴾ و﴿اطلع﴾، وحكم همز الوصل في ذلك:
خامسا: لا خلاف بين القراء في إبدال الهمزة الساكنة، من الهمزتين من كلمة، حرف مد من جنس حركة الهمزة الأولى نحو ﴿أوتوا﴾ و﴿ءامنوا﴾.
ملاحظة: المقصود بـ«تسهيل» الهمزة الثانية النطق بها بين بين، أي بينها وبين الحرف المجانس لحركتها، فتكون «الهمزة المفتوحة» بين الهمزة والألف، وتكون «الهمزة المضمومة» بين الهمزة والواو، و«الهمزة المكسورة» بين الهمزة والياء، وقد جوز الإمام المحقق أبو عمرو الداني وجماعة إبدالها هاء خالصة في الأنواع الثلاثة، قال إبراهيم المارغيني في النجوم الطوالع: «قال العلامة سيدي عبد الرحمٰن بن القاضي في بعض تآليفه جرى الأخذ عندنا بفاس والمغرب في المسهل بالهاء خالصة مطلقا، وبه قال الداني» انظر النجوم الطوالع لإبراهيم المارغيني في باب الهمزتين من كلمة.
بعد أن تطرقنا في الدرس السابق إلى الحديث عن حكم الهمزتين من كلمة نتطرق هنا إلى حكم الهمزتين في كلمتين
والمراد بالهمزتين في كلمتين همزتا القطع المتلاصقتان وصلا، وهما قسمان:
ففي القسم الأول وهو ما كانت الهمزتان فيه متفقتين في الحركة، وهما على ثلاثة أقسام: 1. مفتوحتان «أّ أّ»، نحو: ﴿جاء أمر﴾ ، 2. مضمومتان «أُ أُ»، ولم يقع إلا في موضع واحد: ﴿أولياءُ أولئك﴾ بسورة الأحقاف، 3. مكسورتان «إِ إِ»، نحو: ﴿السماء إله﴾ ، ويتلخص أهم ما ذهب إليه الإمام ورش في هذا القسم الأول فيما يلي:
أولا: يحقق الهمزة الأولى ويغير الهمزة الثانية من الهمزتين،بأحد الوجهين: 1. الإبدال بحرف مد، فتبدل ألفا في المفتوحة، وواوا ساكنة في المضمومة، وياء ساكنة في المكسورة، وهو رواية المصريين عن يوسف الأزرق عن الإمام ورش، وقد استثنى القراء لورش في وجه الإبدال في الهمزة الثانية الهمزة في موضعين وقع فيه بعد الهمزة الثانية ألف وهما: ﴿جاء .ال لوط﴾ بالحجر: 61، و﴿جاء .ال فرعون﴾ بالقمر: 41، ففي الهمزة الثانية فيهما التسهيل، وهو الذي اقتصر عليه كثير من المصنفين، وإلا فيجوز الوجهان التسهيل والإبدال، لكن يقدم التسهيل لأنه الأشهر والأقيس .
2. التسهيل بين بين، أي بين الهمزة والياء في المكسورتين، وبين الهمزة والواو في المضمومتين وبين الهمزة والألف في المفتوحتين، وهو رواية البغداديين عن عبد الصمد الأصبهاني عن ورش. فتحصّل من ذلك لورش في الثانية من الهمزتين المتفقتين التسهيل والإبدال، وكل منهما صحيح مقروء به، والإبدال مقدم في الأداء. وأما الهمزة الأولى منهما فإنها محققة على الأصل. ثانيا: للإمام ورش في هذا هذا القسم وجه ثالث بالإضافة إلى الإبدال والتسهيل وهو إبدال الهمزة الثانية ياء مكسورة، وذلك في موضعين وهما: ﴿هؤلاء إن كنتم صادقين﴾ في البقرة: 30، و﴿على البغاء إن﴾ بالنور: 33، ومعنى ذلك أن لورش في الهمزة الثانية من هذين الموضعين ثلاثة أوجه، التسهيل والإبدال حرف مد وإبدالها ياء مكسورة، والمقدم في الأداء الإبدال حرف مد، وروي عن ورش إبدالها في الموضعين ياء خفيف الكسر وهو ما رجحه المارغني في شرحه على الدرر اللوامع لابن بري.
وفي القسم الثاني وهو ما كانت الهمزتان فيه مختلفتين في الحركة، وهما كما سبق خمسة أنواع:
1. مفتوحة فمكسورة «أَ إِ»،نحو: ﴿شهداء إذ﴾ بالبقرة: 133، 2. مفتوحة فمضمومة «أَ أُ»، ولم يقع إلا في موضع واحد: ﴿جاء أمةً﴾ بالمؤمنون: 44، 3. مضمومة فمفتوحة «أُ أَ»، نحو: ﴿نشاءُ أصبناهم﴾ بالأعراف: 100، 4. مكسورة فمفتوحة «إِ أَ»، نحو: ﴿خطبة النساء أو اكننتم﴾ بالبقرة: 235، 5. مضمومة فمكسورة «أُ إِ»، نحو: ﴿يشاء إلى﴾، وليس في القرآن عكس هذا النوع الخامس، وهو مكسورة فمضمومة ﴿إِ أُ﴾.
ويمكن تلخيص أهم ما ذهب إليه الإمام ورش في هذا القسم فيما يلي:
1. يسهل ورش الهمزة الثانية بين بين إذا انفتحت الهمزة الأولى بغض النظر عن حركة الهمزة الأولى، ومعنى ذلك أن الهمزة الثانية تسهل بين الهمزة والياء إن كانت مكسورة، وبين الهمزة والواو إن كانت مضمومة، فهذا حكم النوعين الأول والثاني من أنواع الهمزتين المختلفتين.
2. يبدل ورش الهمزة الثانية حرفا من جنس حركة الهمزة الأولى، في الأنواع الثلاث المتبقية، بمعنى أنها تبدل واوا إن كانت الأولى مضمومة وتبدل ياء إن كانت الأولى مكسورة.
فائدة مهمة: حكم المد إذا تغير سببه
بعد أن فرغنا من الحديث عن حكم همز القطع الملاصق لمثله في كلمة وفي كلمتين، نشرع هنا في ذكر حكم مقابله، وهو الهمز المفرد الذي لم يلاصق مثله، وهو باعتبار حكمه قسمان:
القسم 1: ما حكمه الإبدال وهو ما سنتكلم عليه في هذا الدرس. القسم 2: ما حكمه نقل حركته إلى الساكن قبله، وهو ما سنتطرق إليه في الدرس الموالي.
أولا: أبدل ورش في باب الهمز المفرد، كل همزة ساكنة وقعت فاء كلمة، حرف مد مجانس لحركة ما قبلها وصلا ووقفا، في الأسماء والأفعال،بالشروط التالية: – أن تكون الهمزة في الكلمة مفردة – أن تكون ساكــنــــة – أن تكون فاء الكلمة، ميزان أصول الكلمة من جذر ” فـعـل”
أبدلها ورش الهمزة في ذلك: ألفا بعد الفتح، وواوا بعد الضم،وياء بعد الكسر. سواء كانت في كلمة أو في كلمتين
أمثلـــــة:
ثانيا: خرج ورش في مسألة إبدال الهمزة الساكنة الواقعة فاءً للكلمة عن أصله فحققها، وذلك في كل الكلمات التي تنتمي إلى «الإيواء»، وهي سبعة ألفاظ: ﴿المأوى﴾ و﴿مأواهم﴾ و﴿مأواه﴾ و﴿مأواكم﴾ و﴿فأووا﴾ و﴿تؤويه﴾ و﴿تؤوي﴾، حقق همزتها كلها ورش من طريق الأزرق خلافا لأصله في المسألة، مع أن الهمز فيها وقع فاء الكلمة. والعلة في تحقيق الهمزة هنا أن الأصل في الإبدال هو التخفيف غير أنه في هذه الكلمات سيكون به سببا في الثقل والكلفة على اللسان، لأنه يؤدي إلى اجتماع واوين الأولى ساكنة المبدلة من الهمزة و الثانية متحركة، و لا شك أن اجتماعهما أثقل في النطق من تحقيق الهمز، ولأجل ذلك تُرك الإبدال و حـُـقـّق الهمز لذلك، عند ورش ومن حذا حذوه من القراء.
ثالثا: أبدل ورش أيضا الهمزة المفتوحة الواقعة فاء كلمة، بعد الضم واوا، نحو: ﴿موجلا﴾ و﴿المولفة﴾ و﴿يويد﴾، وأما الهمزة المفتوحة بعد ضم في نحو: ﴿فؤادك﴾ و﴿بسؤال﴾ أو بعد كسر نحو: ﴿فلأمه﴾ أو بعد فتح كما في ﴿فأكله﴾ أو بعد كسر نحو: ﴿لأبيه﴾، فلا إبدال في ذلك كله لورش.
رابعا: الهمزة الواقعة عينا للكلمة وهي ما يلي: 1. أبدل ورش الهمزة في كل ما جاء في القرآن من لفظ ﴿بيس﴾ و﴿بيسما﴾ الذي يفيد الذم، وهو أصل مطرد، وكلمتان وهما: ﴿البير﴾ و﴿الذيب﴾، وحكمه إبدال الهمزة الساكنة حرف ياء مدية، وأما الهمزة في كلمة ﴿بيس﴾ في قوله تعالى: ﴿بعذابٍ بيسٍ بما كانوا يفسقون﴾ الأعراف:165 2. قرأ ورش الهمزة في كلمة ﴿رءيا﴾ من قوله تعالى: ﴿أثاثا ورءيا﴾ بمريم: 74، بتحقيق الهمزة.
سبق أن رأينا أن الهمز المفرد باعتبار حكمه قسمان: أولـهـما: ما حكمه الإبدال، وهو ما سبق بيانه في الباب السابق، وثانيهما: ما حكمه نقل حركته إلى الساكن قبله، وهو ما سنتطرق إليه في هذا الدرس.
والنقل في اللغة: تحويل وتغيير الشيء من مكانه، وهو في اصطلاح القراء عبارة عن إلقاء حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، مع حذف الهمز من اللفظ، والغاية منه طلب الخفة في النطق لما في الهمز من الكُلفة والشِّدة.
أولا: شروط النقل:
نقل الإمام ورش حركة الهمزة إلى الساكن قبلها بشروط أربعة:
1. أن يكون الحرف المنقول إليه ساكنا، وأما المتحرك نحو: ﴿فنتبعَ ءاياتك﴾ فلا ينقل إليه. 2. أن يكون الحرف المنقول إليه صحيحا وليس حرفا من حروف المد واللين، مثل ﴿قولوا ءامنا﴾ أو ﴿في أنفسكم﴾. 3. أن يكون الحرف المنقول إليه متقدما، قبل الهمزة. 4. أن يكون الحرف المنقول إليه منفصلا عن الهمزة في كلمةٍ أخرى، بأن يكون آخر الكلمة الأولى والهمز أول الكلمة الأخرى، فإن اتصل بالهمزة في كلمة واحدة نحو ﴿القرءان﴾ و﴿واسأل﴾ فلا نقل لورش فيه.
فإذا توفرت هذه الشروط نقل ورش حركة الهمز إلى الساكن سواء كان الساكن المنقول إليه تنوينا نحو ﴿بعادٍ إرم﴾ أو تاء تأنيث نحو ﴿قالت أخريهم﴾ أو لام التعريف نحو ﴿الأخلاء﴾ أو حرف لين نحو ﴿تعالوا أتل﴾ أو غير ذلك نحو ﴿من ءامن﴾ و﴿قد أفلح﴾.
ثانيا: حالة خاصة:
ورد الخلاف عن ورشٍ في نقل حركة الهمز في ﴿كتابيه إني ظننت﴾ بسورة الحاقة، روى الجمهور عنه فيها تحقيق الهمز وذلك بإسكان الهاء دون نقل كسرة الهمزة إليها، وهي رواية أبي يعقوب الأزرق عن ورش، وروى آخرون عنه النقل كسائر الباب، وهي رواية عبد الصمد والأصبهاني.
ثالثا: تحرير مسألة:
إذا ابتدأ القارئ لورش بنحو قوله تعالى ﴿الآخرة﴾ فله وجهان:
رابعا: امتناع النقل:
لا ينقل ورش حركة الهمزة إلى ميم الجمع الساكنة قبلها، لأن الأصل فيه الصلة.
نعالج في هذا الدرس ما يُظهَر للإمام ورش من الحروف وما يُدغَم، ويطلق الإظْهار عنْد القرّاء ويريدون به فصْلَ الحرْف الأوّل عن الحرف الثّاني مِن غير سكت على الحرف الأول، وعكسه الإدغام، وهو عبارة عن إدخال الحرف الأول المتقدم في الحرف المتأخر، بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا، بلا فصل، يرتفع عند نطق اللسان به ارتفاعة واحدة، وفائدته طلب التخفيف في النطق.
والإدغام عند القراء قسمان: كبير وصغير: فأما الإدغام الكبير ما كان الحرف الأول فيه متحركا، نحو: ﴿قالَ لهم﴾ و﴿الكتاب بقوة﴾ وهذا القسم لا يوجد في رواية ورش. وأما الإدغام الصغير فهو ما كان الحرف الأول فيه ساكنا، نحو: ﴿فقد ضل﴾ و﴿قالت طائفة﴾.
والإظهار هو الأصل، والإدغام فرع عنه، بدليل عدم احتياج الإظهار إلى سبب، ما جاء على أصله فلا سؤال عليه، وما جاء مدغما فلا بد من السؤال فيه، والبحث عن علته وسببه، وأسباب الإدغام ثلاثة، وهي: التماثل والتجانس والتقارب. 1. فالتماثل أن يتفق الحرفان مخرجا وصفة ورسما ولفظا، كالنون مع النون ﴿من نار﴾، والميم مع الميم ﴿لهم ما﴾ واللام مع اللام: ﴿وقل لهم﴾. 2. والتجانس أن يتفق الحرفان مخرجاً ويختلفان صفة كالدال في التاء: ﴿قد تبين﴾ والتاء في الطاء: ﴿ قالت طائفة ﴾، أو أن يختلفا مخرجا ويتفقا صفة، كالدال مع الجيم نحو: ﴿لقد جاءكم﴾، ويشترط في المدغم أن لا يكون حرفا من حروف الحلق نحو ﴿فاصفح عنهم﴾. 3. والتقارب أن يتقارب الحرفان المدغم والمدغم فيه مخرجا أو صفة أو هما معاً نحو: ﴿من لدنه﴾.
وفيما يلي أهم قواعد مذهب ورش في هذا الباب:
أولا: أدغم وورش على المتماثلين من الحروف بشرط أن يكون المدغم منهما ساكنا متقدما صحيحا، فإذا تأخر الحرف الساكن نحو: «ضللتم» و «قال الْملأ»، فإنه يمتنع الإدغام، وكذلك إذا كان حرف علة نحو: «قالوا وهم» و«الذي يوسوس» وما شابهه، وقد وقع الخلاف عن ورش وغيره من القراء، في موضع واحد، وذلك في قوله تعالى: «ماليهْ هلك»، ورد عنه فيها الإدغام والإظهار، وسبب الخلاف الاعتداد بهاء السكت، فمن لم يعتد بها أظهرها، ومن اعتد بها أدغمها، والوجهان مقروء بهما للكل، والإدغام مقدم.
ثانيا: يدغم ورش ما قرب من ذال «إذ» وذلك عند الذال والظاء المعجمة من غير خلاف نحو ﴿إذ ذهب﴾ و﴿إذ ظلمتم﴾.
ثالثا: يدغم ورش ما قرب من دال «قد»، وذلك في الدال والتاء، من غير خلاف، نحو: ﴿وقد دخلوا﴾ و﴿قد تبين﴾ وشبه ذلك، كما يدغم دال «قد» عند حرفي الضاد والظاء المعجمة نحو: ﴿فقد ضل﴾ و﴿فقد ظلم﴾.
رابعا: ويدغم ورش أيضا «تاء الفعل» وهي التاء الساكنة اللاحقة للفعل الماضي عند «الظاء» و«الدال» و«الطاء»، نحو ﴿كانت ظالمة﴾ و﴿أثقلت دعوا﴾ و﴿قالت طائفة﴾، ووجه الإدغام في ذلك التقارب في المخرج مع اتصاف الظاء والطاء بالاستعلاء والإطباق اللذين هما من صفات القوة فقوي الإدغام بذلك.
خامسا: اتفق قالون وورش على إدغام حرف اللام في «قل» و«بل» عند حرف الراء، في نحو ﴿وقل رب﴾ و﴿بل رفعه﴾ ﴿بل ربكم﴾ و﴿بل ران﴾.
سادسا: أظهر ورش ثمانية حروفٍ بلا خلاف، وهي:
1. حرف الثاء عند التاء في ﴿أورثتموها﴾ في موضعين بسورة الأعراف: الأية: 42، وسورة الزخرف:72، لا غير. 2. حرف الثاء عند التاء أيضا في ﴿لبثتُ﴾ و﴿لبثتَ﴾ و﴿لبثتم﴾. 3.حرف الذال عند التاء في ﴿عذتُ﴾ بسورة غافر: 27، وسورة الدخان: 20، لا غير. 4. حرف الفاء عند الباء في ﴿نخسفْ بهم﴾ بسورة سبإ: 9، لا غير. 5. حرف الدال عند الثاء في ﴿يرد ثواب﴾ في موضعين بسورة آل عمران: 145، لا غير. 6. حرف الذال عند التاء أيضا في ﴿نبذتها﴾ بسورة طه الآية 96. 7. حرف الباء عند الفاء، وذلك في خمسة مواضع لا غير، وهي: ﴿وإن تعجب فعجب﴾ بالرعد: 5. . ﴿ اذهب فمن تبعك﴾ بالإسراء: 63. . ﴿اذهب فإن لك﴾ بطه: 97. . ﴿أو يغلب فسوف﴾ بالنساء: 74. . ﴿ومن لم يتب فأولئك﴾ بالحجرات: 11.
8. حرف الدال عند الذال في ﴿كهيعص ذكر﴾ بسورة مريم: 1، لا غير.
سابعا: أدغم ورش حرف الذال عند التاء في باب «الأخذ» وما جاء من لفظها، في ﴿اتَّخَذتُّم﴾ و﴿اتَّخَذتَّ﴾ و﴿اخَذتُّم﴾.
ثامنا: أظهر ورش حرف الثاء عند الذال في ﴿يلهث ذلك﴾ بالأعراف: 186، وحرف الباء عند الميم في ﴿يعذب من﴾ بسورة البقرة: 284، وفي ﴿اركب معنا﴾ بهود: 42 بلا خلاف عنه
الملخص الكتابي:
الأصل في حرف اللام هو الترقيق، ولا تغلظ إلا لسبب وذلك في حالات محددة، واللام قسمان: في لفظ الجلالة وفي غي اسم الجلالة
يتفق كل القراء، ومنهم ورش، على تفخيم اللام في لفظ الجلالة (الله – اللهم)، ولا ترقق إلا إذا سبقتها كسرة أو تنوين فإنها ترقق، نحو: "من عندِ الله" " قوماً الله"
وعل تفخيم اللام في لفظ الجلالة (الله – اللهم) للدلالة على التعظيم لقدر الله العظيم، قال ابن آجروم في نظم البارع:
واللام في اسم (الله) في التعظيم // كلٌّ، لغيــر الكسر، بالتفخيـــم
انفرد الإمام ورش دون غيره من القراء بتغليظ اللام فى غير لفظ الجلالة وذلك بشرطين :
أمثلة: "ظلموا" "ومن اظلم" - "الصلاة" "لا يصلاها" - "بطل ما كانوا" "مطلع الفجر"
ما وقع فيه الخلاف عن ورش:
الملخص الكتابي:
تمهيد: النون الساكنة: هو الحرف الوحيد دون بقية الحروف الذي له أربعة أحكام باعتبار حالته بالنسبة لما يقع بعده من الحروف
تعريف النون الساكنة النون الساكنة سكونا أصليا الثابتة خطا ولفظا. وصلا ووقفا .وتكون في الأسماء والأفعال والحروفتعريف التنوين نون ساكنة زائدة تلحق آخر الأسماء تثبت لفظا ووصلا وتفارقها خطا ووقفا. التنوين ينطق على هيئة نون ساكنة لهذا ألحق بأحكامهاوخرج بقولنا نون ساكنة : النون المتحركة سواء كانت مخففة أو مشددة نحو: – الجنّة –ءامنوا، وخرج بقولنا ساكنة سكونا أصليا: النون المتحركة المتطرفة التي سكنت بسب الوقف نحو: { يعلمون } وتأتي في الأسماء والأفعال متوسطة ومتطرفة ولا تأتي في الحروف إلا متطرفة.
الفرق بين النون الساكنة والتنوين :
-1: النون الساكنة تقع في الكلمة متوسطة ومتطرفة. التنوين لا يقع إلا في آخر الأسماء. -2: النون الساكنة تقع في الأسماء والأفعال والحروف والتنوين لايقع إلا في الأسماء .إلا : {لنسفعاَ –ليكونا} -3: النون الساكنة ثابتة في الوصل والوقف التنوين لا يثبت إلافي الوصل. -4: النون الساكنة ثابتة في الخط واللفظ. والتنوين لا يثبت إلا في اللفظ. -5: النون الساكنة تأتي أصلية نحو: تنحتون وتأتي زائدة نحو : انفلق. أما التنوين هو نون زائدة على بنية الكلمة
كلمتا: ليكوناً – لنسفعاً : لحقهما التنوين على كونهما فعلين وأصله نون توكيد خفيفة رسمت في المصحف بالتنوين فيجري عليهما أحكام النون الساكنة والتنوينللنون الساكنة وللتنوين بالنسبة لما يأتي بعدها من الحروف الهجائية أربعة أحكام وهي:
-1: الإظهار -2: الإدغام -3: الإخفا -4: القلب.
-1: الإظهارالحلقي.: سمي إظهارا لأن النون تظهر عند حروفه . وسمي حلقيا نسبة لخروج الحروف التي تظهر النون الساكنة عندها من الحلق.
تعريف: لغة: هو البيان والإضاحة .أظهرت الشيء وضحته، واصطلاحا : إظهار النون الساكنة والتنوين عند ملاقاتها أحرف الحلق الستة، وأحرف الحلق الستة هي :{ ء -ه -ع – ح- غ- خ }، وهي مجموعة في أوائل الكلمات التالية:{ أخي هاك علما حازه غير خاسر.}، سبب إظهار النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف هوالتباعد.
لو نظرنا إلى مخرج النون : من طرف اللسان مع ما يحاذيه من لثة الثنايا العليا مع إشراك الخيشوم.من جهة ومخرج كل حرف من الحروف الحلقية من جهة لوجدنا أن بعد المخرجين عن بعضهما البعض هو السبب في الإظهار.لأن البعد موجب للإظهار.
تنبيه: - إذا جاورت النون الساكنة أو التنوين همزة قطع. فإن لورش فيها حكما خاصا وهو النقل. - حكم الإظهار عام لكل القراء إلا أبو جعفر فإنه أخفى النون عند الغين والخاء لقربهما الشديد من القاف .
علامة الإظهار الحلقي في ضبط المصحف للون الساكنة : هو اثبات السكون فوق النون الساكنة على شكل رأس حاء صغيرة وبعدها الحرف غير مشدد.
علامة الإظهار الحلقي في ضبط المصحف للتنوين: في حالة تنوين النصب والكسر : علامتين متطابقتين . وفي تنوين الضم: ضمتيت متعانقتين.
الملخص الكتابي:
تمهيد: النون الساكنة: هو الحرف الوحيد دون بقية الحروف الذي له أربعة أحكام باعتبار حالته بالنسبة لما يقع بعده من الحروف
٠ تقديم:
باب الوقف والابتداء من الأبواب الهامة ليس في علم التجويد فقط بل وفي علوم العربية واللغة والفقه والتفسير والرسم العثماني وغيرها من العلوم، ولا غنى لطالب علم التجويد عنه.
وقطع القراءة أمر طبيعي بسسب أن نفس الإنسان محدود لا يمكنه أن يقرأ، بنفس واحد آية طويلة بله عدة آية، لذلك كان من الضوري أن يتعلم كيف يقف وأين يقف، ومن أين يبتدأ.
والأصل في هذا الباب ما ورد عنه (عليه الصلاة والسلام) أنه كان يقف على رؤوس الآيات، فيقول : (بسم الله الرحمان الرحيم) ، ويقف ثم يقول (الحمد لله رب العالمين)، ويقف، وكان صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك للصحابة رضي الله عنهم .
وروي عن علي رضي الله عنه، أنه حين سئل عن معنى قوله تعالى : (ورتل القرآن ترتيلا الترتيل) قال: "تجويد الحروف ومعرفة الوقوف"، قال ابن الجزري: ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلم الوقف ومعرفته.
والوقف حلية القارئ، ودليل على فهم للمعاني القرآنية ومعين للسامع على تلمس المعنى الصحيح للآيات، ومن هنا تأتي أهميته وقيمته العلمية.
٠ تعريف الوقف :
يطلق الوقف في اللغة العربية على معنى: الكف والحبس والمنع، يقال أوقفت الشيء: حبسته، ووقفت فلانا عن العمل: إذا منعته عن مزاولته، والوقف في اصطلاح القراء والمجودين : عبارة عن قطع الصوت على آخر الكلمة القرانية زمنا يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة والرجوع إليها.
٠ أقسام الوقف:
الوقف أنواع كثيرة يمكن إجمالها في أهمها وهي:
1) الوقف التام: هو الوقف على كلام تام لا يتعلق بما بعده لا من جهة اللفظ، ولا من جهة المعنى، وسمي تاما لتمامه الكامل
ومثاله: "ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين" والابتداء بـ "كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول" ومثاله أيضا: "وزاربي مبثوثة" والابتداء بـ "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"
حكمه : الوقف عليه والابتداء بما بعده، والوقف عليه أولى من الوصل.
2) الوقف الكافي: هو الوقف على كلام تم لفظا وتعلق بما بعده معنى ، ووصفه العلماء بالكافي للاكتفاء به عما بعده واستغناء ما بعده عنه، وهو أكثر الوقف ورودا في القرآن الكريم.
مثاله: " ملك يوم الدين" والابتداء بـ "إياك نعبد وإياك نستعين" حكمه : يجوز الوقف عليه والابتداء بما بعده.
3) الوقف الحسن: هو الوقف على كلام له تعلق بما بعده لفظا ومعنى، وهذا الوقف في حد ذاته تام ويجوز الوقف عليه، لكن لا يبتدئ القارئ بما بعده.
مثاله: الوقف على "يأيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليم نارا" والابتداء بـ "وقودها الناس والحجارة" حكمه: يجوز الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي، بل على القارئ أن يبتدئ من حيث يحسن الابتدا ء من الكلمة التي وقف عليها، أو مما قبلها حسب ما يتطلبه المعنى.
4) الوقف اللازم: هو الوقف على كلام تام لو وصله القارئ بما بعده لأوهم معنى غير المعنى المراد،
مثاله: الوقف على "وربك يخلق ما يشاء ويختار" والابتداء بـ " ما كان لهم الخيرة" حكمه: الوقف عليه واجب لازم
5) الوقف القبيح: هو الوقف على كلمة لا يتم معناها إلا بما بعدها لعلاقتها التامة به نحوا ومعنى، ويدخل فيه الوقف على ما يوهم معنى لا يليق أو يخالف المعنى المراد من كلام الله تعالى
مثاله: الوقف على "لقد كفر الذين قالوا" والابتداء بـ "إن الله فقير ونحن أغنياء" وكالوقف على "لا ريب فيه هدى" والابتداء بـ "للمتقين الذين يؤمنون بالغيب" حكمه : يمنع الوقف إلا اضطرارا.
٠ وقف الإمام الهبطي:
نظرا لأهمية الوقف والابتداء، وصعوبة ضبط مباحثه وأنواعه، التزم المغاربة اختيارات مدرسة الإمام الهبطي واجتهاداته التي لاقت قبولا في المغرب ودول المغرب العربي ودول جنوب الصحراء، وسبب هذا الإقبال واضح بين، ويتعلق بالرغبة في تجنب ما كان الناس عليه من جهل بعلم الوقف، ومبادئه، فكانوا يقفون على غير ما ينبغي الوقف عليه، ويبتدئون بما لا يجوز الابتداء به، وربما وصلوا آية بآية لا تناسب بينهما، مما يؤدي إلى فساد المعنى، الشيء الذي دفع الإمام أبا عبد الله الهبطي أن يضع لهم هذا النوع من الوقف، وحدد المواضع التي يجوز للقارئ أن يقف فيها، ليستأنف القراءة بالآية التي بعدها، وهكذا إلى أن يقف وقوف انقطاع وينتهي من القراءة.
وبهذا يتضح لنا أن تقييد الإمام الهبطي واختياراته في الوقف اجتهاد دعت إليه الضرورة، وقد كتب الله لهذه المدرسة الهبطية الذيوع والانتشار، وأقبل عليها القراء وتلقوها عنه، وهناك من تتبعها بالنقد والتمحيص وانتقد على الهبطي بعض الوقفات التي تعد على رؤوس الأصابع، والكمال لله تعالى
وقد ولد الإمام أبو عبد الله الهبطي في حدود منتصف القرن التاسع الهجري في مدشر اهباطة من قبيلة صماتة إحدى قبائل الجبل بشمال المغرب، ولذا جاءت نسبته هكذا الهبطي الصماتي، وتعلم في الكتَّاب فحفظ القرآن الكريم وجوَّده، ثم رحل إلى مدينة فاس حيث أنهى دراسته بها على يد شيوخ عصره وعلى رأسهم الإمام ابن غازي، وتوفي الهبطي رحمه الله بفاس سنة 930 هـ ودفن في روضة الزهيري بطالعة فاس. وأما عن آثار الغمام الهبطي فلم يعرف له إلا هذا التقييد الذي بين أيدينا اليوم، والذي يمثل الطابع الرسمي للمدرسة القرآنية بالمغرب، والعنوان البارز المميز للمصحف المغربي.
وقد تطرقت مجموعة من الدراسات والمؤلفات إلى وقف الإمام الهبطي بالتتبع والنقد والتمحيص، وهذه بعض عناوينها: 1- تقييد وقف القرآن الكريم للهبطي تحقيق الحسن بن احمد وڴاك. 2- منحة الرؤوف المعطي ببيان ضعف وقف الشيخ الهبطي لعبد الله بن محمد بن الصديق. 3- منهجية ابن أبي جمعة الهبطي في أوقاف القرآن الكريم للشيخ ابن حنفية العابدين مطبوع بالجزائر.
فوائد مهمة:
عني القرءان الكريم بالحفظ في الصدور قبل السطور فكان بصدور رجال تصدروا لهذا الأمر بحفظه وإقرائه في كل طبقة من طبقات الأمة، بدءً من عصر الصحابة رضوان الله عليهم جميعا الذين تلقوه من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقلوه إلى التابعين ثم قام جم كبير من التابعين من الحفاظ بنقله إلى تابعي التابعيين فبرز رجال شموس سهروا ليلهم وشدوا العزم وأعلوا الهمم وتجردوا للقراءة وزادت عنايتهم بها وتصدروا لها حتى صاروا أئمة أعلاما واشتهروا بين الأنام. من بين الأئمة القراء الذين تواترت قراءاتهم والتي توفرت فيها الثلاثة الأركان، من صحة السند وتواتره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وموافقة للرسم العثماني واللغة العربية، والتي تلقتها الأمة بالقبول هم سبعة قراء، قال عنهم الإمام الشاطبي رحمه الله: جَــــزَى اللهُ بِالْخَيْرَاتِ عَنَّا أَئِمَّــةً ... لَنَا نَقَلُوا القُرَآنَ عَذْباً وَسَلْسَــلَا فَمِنْهُمْ بُدُورٌ سَبْعَةٌ قَدْ تَوَسَّطَتْ ... سَمَاءَ الْعُلَى واَلْعَدْلِ زُهْراً وَكُمَّلَا ومن بين البدور السبعة الإمام نافع الذي روى عنه الراوي ورش الذي سنتدارس أصول روايته من طريق الأزرق رحمهم الله جميعا وجزاهم عنا خير الجزاء عن نقلهم لنا القرءان عذبا وسلسلا . وللإشارة فلكل قراءة صحيحة متواترة منقولة عن أحد من الأئمة السبعة راويان عرفا بالإتقان والضبط تصدرا للإقراء فاشتـُهـِرا ولكل راو ٍ عدة طرق ولكن يكتفى بطريقين مشهورين. فالقراءة هي: ما ينسب إلى أحد من الأئمة العشرة( فنقول قراءة نافع) والرواية هي: ما ينسب للآخذ عن الإمام( فنقول رواية ورش عن نافع ) وأما الطريق: فهي ما ينسب إلى الناقل عن الراوي وإن سفل ( فنقول رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق). وخلال مقرر المستويين الأول والثاني سنتعرف على أحد هؤلاء الأعلام، وهو الإمام نافع وتلميذه ورش، والناقل عنه الأزرق.
تتلخص أهم أهداف تدريس مادة التجويد في أن يتمكن الطلبة من قراءة القرآن الكريم قراءة تراعي قواعد وأصول القراءة برواية ورش عن الإمام نافع المدني، ولذلك اعتمد المعهد على توزيه المادة العلمية على سنتين دراسيتين، حتى تعم الاستفادة وتتحق الأهداف والكفايات التربوية. كما تتلخص أهداف المادة في صون اللسان عن اللحن عند الأداء ، وتقويم إعوجاج اللسان، وتدريبه على النطق باللغة العربية الفصحى، وفي هذا إحياء لها، والمساعدة على حسن تدبر معاني كتاب الله سبحانه ، والتفكر في آياته ، والتبحر في مقاصده.