الفقيه العوني الزاوية في ذمة الله
توفي ظهر يوم أمس السبت، الفقيه العوني الزاوية بعد صراع مرير مع المرض، حيث كان يرقد الفقيد بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، منذ فترة لمتابعة العلاج، في قسم الإنعاش.
ولد الفقيه العلامة العوني الزاوية سنة 1950 بالعونات بإقليم الجديدة حيث تابع دراساته العلمية العتيقة، بعدد من المدن واستقر به الأمر في أواخر السبعينات إماما بعمالة الصخيرات تمارة، وانخرط في مركز جامع السنة بالرباط ليتلقى العلوم العديدة على يد علماء مشهود لهم بالعلم والريادة، أمثال الشيخ المكي الناصري ومحمد يسف ومحمد بربيش وغيرهم.
شغل الشيخ الزاوية عددا من المهام العلمية والدينية ، محفظا للقرآن الكريم، وواعظا تابعا للمجلس العلمي بعمالة الصخيرات تمارة، وتم تعيينه عضوا بالمجلس العلمي المحلي لتمارة، كما ساهم الفقيد في تكوين جيل من الباحثين والعلماء حيث عمل أستاذ بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، وذاع صيت الزاوية كثيرا عبر برامجه العلمية بقناة وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم.
وكانت للفقيد دروس منتظمة بأكاديمية البشير للدراسات الإسلامية أخذ عنه فيها خلق كثيرا علوما عديدة وفنونا مديدة.
وقد امتاز الفقيد العوني الزاوية بحسن خلقه، وأدبه وذوقه، كما عرفه من عايشه بذكائه الحاد، وتواضعه الكبير، وشفقته ورحمته بالناس، وكان رحمه الله مع ذلك كله، عميق الفكرة، غزير العبرة، وصف أحدهم كلامه بالسهل الممتنع، يجمع بين الجد والنكتة، والبساطة والبلاغة، والترغيب والترهيب.
وقد كرس العوني الزاوية حياته كلها في خدمة دينه ووطنه، رحم الله الفقيد وأسكنه الفردوس الأعلى .
وإنا لله وإنا إليه راجعون…